بسم الله نبدأ وعلى هدي نبيه صلى الله عليه وسلم نسير..
أحبتي في الله أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم , معلوم أن الكافر تعجل له حسناته في الدنيا إن كانت له حسنات , ينعمه الله في حياته الدنيا بما قدم من خير وما له في الآخرة من نصيب , لذا فأقسى ما نحارب به الكافر بعد القتال قطع قوته أو التقليل مما يدخل له من مال أو عطايا , ونجد أن سلاح مقاطعة بضائع المعتدين قد نجح في تحويل تكتلات كاملة إلى تكتلات محايدة ولا تقوى على إبداء العدوان أو أن تكشر عن أنياب العداوة في وجه الأمة الإسلامية .
وحتى نكون من الإنصاف لأنفسنا بمكان , علينا أن نصدق مع أنفسنا أن الأمة الآن أمامها من المعوقات ما الله به عليم في محاولة الجهاد والردع بالسيف وإن كان هذا الحل آت لا محالة , ولكن حتى يتم الإعداد ويهيئ الله لدينه من يرفع الراية من جديد , فعلينا باستخدام ما نستطيع وما في مقدورنا من وسائل لردع المعتدين , هذا في حال من اعتدى على الأرض والعرض كأمريكا ونحوها , فما بالك بمن اعتدى على جناب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم , إن دولة الدانمارك ومن نحا نحوها من دول الكفر التي تجتمعت على الإساءة لرسول الإسلام وصاحب آخر الرسالات السماوية وخاتمها محمد صلى الله عليه وسلم قد تعدوا وحاربوا الإسلام في عقر داره وفي قلبه النابض.
إنه التشهير برسول الله صلى الله عليه وسلم , خير البشر وسيد الأنام , من جاء للبشرية بالعدل والسلام هو تشهير بكل مسلم على وجه الأرض , فلا أقل من مقاطعة شعبية على مستوى البضائع والمنتجات ومقاطعة دولية على مستوى الحكومات .
فأما الشعوب فأقول لكل مسلم على الأرض , بالله عليك لو أن تاجراً تشتري منه سلعة فوجئت به يسب أباك علانية ويسيء إليه أكنت شارياً منه حبة خردل بعدها , فما بالك بمن سب من هو أولى بالمحبة من أبيك إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي جاءت شريعته الغراء لتعلمنا أن حب الله ورسوله مقدم على كل حب " لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما"
وأما الحكومات فنرى بأنفسنا بين الدول الإسلامية وبعضها لو أن رئيساً لدولة أساء لرئيس أو ملك دولة أخرى لقطعت العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين , وقامت الدنيا ولم تقعد , فما بالنا بمن يسيء لشعار كل الدول الإسلامية إنه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الذي بعثه ربه بالإسلام الذي تنتسبون إليه وتنسب إليه دولكم وشعوبكم الإسلامية , فهل أقل من الوقوف وقفة لله رب العالمين .
هل يصعب علينا الانتصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالتوقف عن شراء أو استيراد ألبان الدانمارك أو زبدها , وهل تتوقف حياتنا من أجل الجبن الدنماركي في وقت انحدر فيه اقتصاد المسلمين إلى درجات متدنية بحيث استطاع تاجر حاقد واحد من اليهود أن يهز ميزانية أكبر دولة إسلامية كأندونيسيا .
إذن فلنعتبرالمقاطعة نوع من ترشيد الإنفاق في دولنا الفقيرة التي يكاد غالبية السكان فيها يستطيعون سد رمقهم بالقوت الضروري , فليعتبر من يستطيع شراء الزبد الدنماركي أو غيره من منتجات الدول المعتدية على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مقاطعته إنما هي من باب ترشيد الاستهلاك والإحساس الإنساني بالفقير الذي لا يجد ما يشتري به هذه السلع هذا إن لم يقو على المقاطعة لله رب العالمين أو كان عنده من الموانع الاعتقادية ما يحول بينه وبين نصرة النبي صلى الله عليه وسلم.
وأقول لمن وصل به الحال ما يضعف معه على نصرة النبي صلى الله عليه وسلم ولو بالامتناع عن تناول مثل هذه السلع :
أيها التاريخ لا تعتب علينا *** مجدنا الموؤود مبحوح الحناجر
كيف أشكو والمساجد مغلقات *** والرجال اليوم همهم المتاجر
ثلة منهم تبيع الدين جهراً *** ترسم الحسناء والكأس تعاقر
ثلة أخرى تبيت على كنوز *** لا تبالي كان بؤساً أم بشائر
لا تراعي فالحقائق مترعات *** بالأسى يا أمتي والدمع ساتر
وأختم بفتاوى أهل العلم عن مقاطعة الدول المحاربة لله ولرسوله :
الشيخ محمد بن صالح العثيمين .. دعوة ولاة الأمر لمقاطعة كل من يحارب المسلمين .. المسلمون لو قاطعوا لكان له أثر كبير ولعرفوا أن المسلمين قوة الشيخ محمد بن صالح العثيمين .
نجلاء
ابتسام