بسم الله الرحمن الرحيم
عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : قَالَ رسولُ الله ( : « إِذَا أرَادَ اللهُ بِالأَمِيرِ خَيْراً ، جَعَلَ لَهُ وَزِيرَ صدقٍ ، إنْ نَسِيَ ذَكَّرَهُ ، وَإنْ ذَكَرَ أعَانَهُ ، وَإِذَا أرَادَ بِهِ غَيْرَ ذَلِكَ جَعَلَ لَهُ وَزِيرَ سُوءٍ ، إنْ نَسِيَ لَمْ يُذَكِّرْهُ ، وَإنْ ذَكَرَ لَمْ يُعِنْهُ » . رواه أَبُو داود بإسنادٍ جيدٍ عَلَى شرط مسلم .
قال المناوي في التيسير بشرح الجامع الصغير (1 / 131):
( إذا أراد الله بالأمير ) على الرعية وهو الإمام ونوّابه ( خيرا جعل له وزير صدق ) أي وزيرا صالحا صادقا في نصحه ونصح رعيته ( إن نسي ) شيئا من أحكام الشرع وآدابه أو نصر المظلوم ومن مصالح رعاياه ( ذكره ) ما نسيه ودله على الأصلح والأنفع ( وإن ذكر ) الملك ذلك واحتاج لمساعدة ( أعانه ) بالرأي أو اللسان أو البدن أو بالكل ( وإذا أراد به غير ذلك ) أي شرّاً، ولم يعبّر به استهجانا لذكره ( جعل له وزير سوء ) بالفتح والإضافة ( إن نسي ) شيئا ( لم يذكّره ) إياه ( وإن ذكر لم يعنه ) على ما فيه الرشد والصلاح بل يحاول ضدّه كما وقع للعلقمي وزير المستعصم في واقعة التتار ببغداد ولذا قيل:
متى يبلغ البنيان يوما تمامه
إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم.اهـ
وعن أَبي سعيدٍ وأبي هريرة رضي الله عنهما : أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « مَا بَعَثَ اللهُ مِنْ نَبِيٍّ ، وَلا اسْتَخْلَفَ مِنْ خَليفَةٍ إلا كَانَتْ لَهُ بِطَانَتَانِ : بِطَانَةٌ تَأمُرُهُ بالمَعْرُوفِ وتَحُضُّهُ عَلَيْهِ ، وَبِطَانَةٌ تَأمُرُهُ بالشَّرِّ وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ ، وَالمَعْصُومُ مَنْ عَصَمَ اللهُ » . رواه البخاري .
جاء في شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال - (10 / 310)
وليس من خليفة ولا أمير إلا والناس حوله رجلان : رجل يريد الدنيا والاستكثار منها ، فهو يأمره بالشر ويحضه عليه ليجد به السبيل إلى انطلاق اليد على المحظورات ومخالفة الشرع ، ويوهمه أنه إن لم يقتل ويغضب ويخف الناس لم يتم له شىء ، ولم يرض بسياسة الله لعباده ببسط العدل وبخمد الأيدي ، وأنّ في ذلك صلاحًا لعباد والبلاد.
وللامانة العلمية المصدر (منتديات الدرر الشامية)